معنى كلمة المندوس
تعتبر معنى كلمة المندوس جزءًا من التراث الثقافي الذي يعكس تاريخ حياة الأجداد في بعض دول الخليج العربي والجزيرة العربية، فهي ليست مجرد كلمة تحمل معنى واحدًا، بل هي رمز لحرفة وصنعة يدوية كانت تزين البيوت وتحفظ في داخلها الذكريات والأشياء الثمينة.
المندوس هو صندوق خشبي أو معدني كان يستخدم قديماً لحفظ الممتلكات الشخصية والمالية، ويتميز بتصميمه الفريد وزخارفه الفنية، ورغم أن استخدامه قد تضاءل في عصرنا الحالي، إلا أن المندوس لا يزال يحمل مكانة خاصة في الذاكرة الجمعية للعديد من الشعوب الخليجية والعربية، حيث يعكس جزءًا من حياتهم اليومية وأسلوب عيشهم في الماضي.
في هذا التقرير، سنستعرض معنى كلمة “المندوس” وأهمية هذا الشيء التقليدي في تراثنا الثقافي.
معنى كلمة المندوس
المندوس هو صندوق خشبي أو معدني تقليدي يُستخدم لحفظ الأشياء الثمينة والشخصية في العديد من الثقافات العربية، خاصة في دول الخليج. كان يُعتبر جزءًا أساسيًا من أثاث المنزل في الماضي، حيث يستخدمه الرجال لتخزين الملابس والأسلحة والمال، بينما تستخدمه النساء لحفظ الحلي والمجوهرات والعطور وأدوات الزينة.
يتميز المندوس بجماله الفني وحرفته الدقيقة، حيث يتم تزيينه بزخارف معدنية ونقوش هندسية جميلة. كما يختلف نوع المندوس وفقًا لاستخدامه، فهناك المندوس المُزخرف بالنجوم (المندوس أبو النجوم) الذي يعد الأكثر جمالًا، وصندوق “سرتي” الذي يحتوي على عدة صناديق صغيرة تُسمى “سحارات” لحفظ أشياء مختلفة.
المندوس كان يُعتبر رمزًا للأمان والحفظ، فهو ليس مجرد صندوق، بل كان يحمل القيمة المعنوية لأصحابه، ويُحفظ فيه أسرار الحياة اليومية والذكريات العائلية. ومع مرور الزمن وتغير أساليب الحياة، أصبح المندوس اليوم قطعة تراثية تُعرض كديكور أو تحفة فنية في العديد من البيوت والمؤسسات الثقافية.
المندوس في التراث الإماراتي
في السياق الإماراتي، كان المندوس يُستخدم لحفظ المقتنيات الثمينة التي تقدمها العروس لها من مهر وهدايا، ليصبح بمثابة “كنز” شخصي يحفظ التقاليد والذكريات.
واليوم، يعد المندوس من أبرز الرموز التراثية التي تزين المنازل وتربط الأجيال الجديدة بتاريخها، ما يجعله قطعة ثمينة لا تقتصر على الحفظ بل تمثل جزءاً من هوية المجتمع.
المندوس يواكب العصر
ومع مرور الزمن، تطورت صناعة المندوس بشكل يتماشى مع تطور الأساليب الصناعية، ليصبح أكثر تنوعاً واستخداماً في ديكور المنزل. لم يعد المندوس مقتصرًا على الصندوق التقليدي، بل أُضيفت إليه أشكال جديدة مثل المبخرة والطاولات المنضدية والخزائن الصغيرة لصناديق الإكسسوارات، إضافة إلى أدوات تقديم الطعام والحلويات.
ووفقا لأحد الحرفيين المتخصصين في صناعة المندوس العصرية، فإن هذا التطوير يسهم في إبقاء التراث حياً داخل المنازل، ويجعله أكثر قبولًا في الأذواق الحديثة.
تفنن في صناعة المندوس
اليوم، يتم استخدام الأخشاب الطبيعية في صناعة المندوس، وتضاف إليها معادن مثل النحاس والذهب لتزيينها، مما يمنحها لمسة فاخرة وجمالية. ويشير الحمادي إلى أن المندوس لم يعد مجرد قطعة تراثية، بل أصبح يتمتع بأبعاد فنية وديكورية، ويُهدى في المناسبات المختلفة مثل الانتقال إلى منزل جديد، أو يُقتنى من قبل السياح الذين يرغبون في الحصول على تذكار يعكس أصالة وثقافة المنطقة.
المندوس في ديكور المنازل
هناك العديد من الطرق التي يمكن دمج المندوس بها في ديكور المنازل. فهو يمكن أن يُستخدم في ممرات المنازل أو كطاولة في غرف الاستقبال والمعيشة، إضافة إلى استخدام صناديق المندوس لحفظ الحاجيات الشخصية في غرف النوم. وتظل المبخرة جزءاً مهماً لتعطير الملابس، بينما يمكن للأطفال أيضًا أن يتعلموا من خلال الحصالات المصنوعة على طراز المندوس قيمة الادخار.
في الختام، يظل المندوس يحمل قيمة تراثية وجمالية عالية، فهو ليس مجرد إضافة جمالية للمنازل، بل هو رمز حي للماضي. يجسد المندوس تاريخ الأجداد، ويربط الأجيال الجديدة بهويتهم الثقافية، مما يمنح المكان لمسة من الفخامة والتراث.
اقرأ أيضًا عبر موقع موسوعة العرب : ديكورات شاشات خشبية بسيطة