تحيير السارق حتى يرجع المسروق

تحيير السارق حتى يرجع المسروق

عزيزي القارئ تعد السرقة من السلوكيات المرفوضة في جميع المجتمعات لما فيها من اعتداء على حقوق الآخرين وإخلال بأمن المجتمع واستقراره ولذلك سوف نتعرف في موضوع مقالنا اليوم علي تحيير السارق حتى يرجع المسروق فتابعونا.

تحيير السارق حتى يرجع المسروق :

تتنوع الطرق التي يعتقد أنها تساعد في جعل السارق يعيد ما أخذه ومنها كل ما يلي :

  1. إشاعة خبر يرهب الشخص السارق : حيث انه في بعض المجتمعات ينتشر أسلوب ذكي يقوم على إيهام السارق بأن هناك وسيلة روحية أو شخصا لديه بصيرة يستطيع كشف هويته مما يجعله في حالة ارتباك ويشعر بالخوف وقد يعيد المسروق تجنبا للفضيحة.
  2. وضع رموز أو إشارات رمزية : ايضا هناك من يلجأ إلى استخدام أساليب رمزية مثل وضع ملح أو فحم عند باب المنزل أو كتابة اسم المسروق على ورقة وقراءة بعض الآيات فوقها اعتقادا بأن ذلك يجعل السارق يشعر بالقلق ويعيد المسروق بسرعة.
  3. اللجوء إلى الوسائل النفسية والاجتماعية : وذلك من خلال مواجهة السارق مباشرة إذا كان هناك شكوك حول شخص معين بالاضافة الى نشر خبر السرقة في الحي أو بين المعارف مما قد يدفع السارق إلى إرجاع المسروق خوفا من الفضيحة والتحفيز النفسي مثل الإعلان بأن من يعيد المسروق سيتم العفو عنه.

دعاء استرجاع الشيء الضائع :

ذكر محمد بن علي بن محمد الشوكاني في كتابه فتح القدير الجزء الأول ص367 أن ابن النجار أورد في تاريخه عن جعفر بن محمد الخلدي أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من فقد شيئًا وقرأ الآية الكريمة :

“رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعادَ”

ثم دعا قائلاً : “يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمع بيني وبين مالي إنك على كل شيء قدير” فإن الله سبحانه وتعالي يرد عليه ضالته.

كما وردت بعض الطرق الأخرى لاسترجاع المفقود ومنها كل ما يلي :

  • الدعاء بقول: “اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، اجمع بيني وبين كذا وكذا”.
  • تكرار اسم الله “يا حفيظ” (119 مرة)، ثم قراءة الآية : “إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْض يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ” بنفس العدد.
  • صلاة العصر عند باب المكان الذي فُقد فيه الشيء، ثم قراءة سورة “والسماء والطارق” (40 مرة)، مما قد يؤدي إلى رؤية الآخذ أو المأخوذ إما في الواقع أو في المنام.
  • قراءة سورة “الضحى” سبعة مرات مع قول : “لا إله إلا الله، بها قامت السموات، لا إله إلا الله، بها تكشف البليات، لا إله إلا الله، بها يُرَدّ ما فات، فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين. اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اردد علي ضالتي، إنك على كل شيء قدير”، ثم قراءة الآية “يا بُنيَّ إِنَّها إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ” مع الاستعانة بقول “ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.

قد يهمك ايضا :  استرجاع ما سرقة الجن إسلام ويب

ما هي عقوبة السارق في الإسلام ؟

في اطار موضوع مقالنا تحيير السارق حتى يرجع المسروق سوف نتعرف في تلك الفقرة اعزائي الكرام علي ما هي عقوبة السارق في الإسلام ؟ ويتضح لنا ذلك في الاتي :

عقوبة السرقة في الإسلام هي قطع اليد وذلك بعد استيفاء شروط إقامة الحد واكتمال أركان الجريمة وانتفاء أي شبهة عن الفعل وقد جاء في قول الله سبحانه وتعالى-: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة: 38).

وتثبت جريمة السرقة من خلال أحد أمرين :

  1. الإقرار أي اعتراف السارق بنفسه.
  2. الشهادة حيث يشهد على السرقة شاهدان عدلان.

فإذا ثبتت السرقة بحق شخص ما وجب على الإمام تنفيذ الحد بقطع يده اليمنى وإذا عاد إلى السرقة مرة أخرى تقطع رجله اليسرى وهذا محل اتفاق بين الفقهاء أما في حالة تكرار الجريمة فقد اختلف العلماء في العقوبة فذهب بعضهم إلى قطع اليد اليسرى في المرة الثالثة ثم الرجل اليمنى في المرة الرابعة بينما رأى آخرون الاكتفاء بالتعزير فيما بعد وهو عقوبة يقدرها الحاكم وفق ما يراه مناسبا.

تعرف علي شروط وجوب حد السرقة :

عزيزي القارئ لكي يقام حد السرقة على السارق لا بد من توفر مجموعة من الشروط التي تجعل الحد واجبا عليه وهي :

  1. يجب أن يكون السارق بالغا عاقلا وغير مكره على السرقة فلا يقام الحد على الصغير أو المجنون أو من أجبر على السرقة.
  2. ايضا أن يكون المال المسروق محترما شرعا بالاضافة الى أن لا يكون للسارق حق في المال فإذا كان للسارق نصيب أو جزء من المال الذي سرقه فإن الحد لا يقام عليه.
  3. بلوغ النصاب حيث يشترط أن تصل قيمة المال المسروق إلى ربع دينار من الذهب أو أكثر حتى ينفذ الحد ايضا إذا كان السارق مضطرا كأن يكون في حالة جوع شديد أو خطر يهدد حياته فلا يقطع لأن الضرورات تبيح المحظورات بشرط ألا يأخذ أكثر من حاجته.
  4. أن يكون المال محفوظا في حرز أي أن يكون في مكان محكم ومخصص لحفظه مثل البيت أو المتجر أما المال غير المحفوظ فلا يقام الحد على سارقه.
  5. أن تتم السرقة خفية أي أن يأخذ المال في الخفاء فلا يعتبر الاختلاس أو الغصب سرقة حدية بالاضافة الى ثبوت السرقة ويكون ذلك إما بإقرار السارق بنفسه أو بشهادة رجلين عدلين يثبتان الواقعة.

قد يهمك ايضا :  هل الجن يسرق المال ابن باز

هل تحيير السارق فعال ؟

فعالية هذه الطرق تعتمد على عدة عوامل منها كل ما يلي :

  1. التأثير النفسي حيث ان بعض السارقين يكون لديهم ضمير حي أو خوف من العواقب مما يجعلهم يعيدون ما سرقوه بعد الشعور بالتوتر.
  2. القناعة بالمعتقدات الروحية فإذا كان السارق يؤمن بهذه الأمور فقد تؤثر عليه نفسيا وتدفعه لإعادة المسروق مرة اخري.
  3. الضغوط الاجتماعية فقد يشعر السارق بالخوف من افتضاح أمره خاصة إذا كانت هناك إشارات إلى أنه قد يكشف.

أما من الناحية الواقعية فإن اللجوء إلى الجهات الأمنية والتواصل مع الشرطة يظل الحل الأفضل لضمان استرجاع الحق بطريقة قانونية.

الحكمة من تحريم السرقة في الدين الإسلامي :

السرقة من الجرائم التي حرمها الإسلام تحريما قاطعا واعتبرها من الكبائر التي تستوجب العقوبة الدنيوية والأخروية وتحريم السرقة في الإسلام ليس مجرد تحريم لفعل مادي بل يتضمن حكمة عميقة تهدف إلى تحقيق العدل والاستقرار في المجتمع وفيما يلي بعض الحكم الأساسية لتحريم السرقة والتي تتمثل في الاتي :

  • حفظ الحقوق وحماية الأموال : فالسرقة عزيزي القارئ تؤدي إلى ضياع حقوق الأفراد والمجتمعات حيث تزعزع الثقة بين الناس وتنتهك حرمة الممتلكات وتحريمها يساعد في ضمان أن يبقى لكل فرد حقه في ماله وممتلكاته دون خوف من الاعتداء عليها
  • تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع : فعندما يعلم الناس أن السرقة محظورة دينيا ولها عقوبة صارمة فإن ذلك يقلل من نسبة الجريمة ويعزز الأمن والاستقرار فالمجتمع الذي تنتشر فيه السرقات يكون مجتمعا مضطربا تنتشر فيه الفوضى والخوف بشكل كبير.
  • ردع المجرمين وتحقيق العدالة : العقوبة التي شرعها الإسلام للسارق والمتمثلة في قطع اليد بشروط محددة تهدف إلى تحقيق الردع وزجر السارقين عن التعدي على أموال الآخرين مما يجعل الناس أكثر التزاما بالقيم الأخلاقية.
  • ترسيخ قيم الأمانة والعمل الحلال : الإسلام يدعو إلى الكسب الحلال والسعي في طلب الرزق بطرق مشروعة مثل التجارة والزراعة والعمل وتحريم السرقة يدفع الناس إلى الاجتهاد والعمل بدلا من الاعتماد على أخذ أموال الآخرين بالباطل.
  • تطهير المجتمع من الفساد والانحراف : فالسرقة تفتح الباب للعديد من الجرائم الأخرى مثل النصب والاحتيال والاعتداء مما يفسد المجتمع أخلاقيا واقتصاديا ولذلك فإن تحريمها يحمي المجتمع من انتشار الفساد والانحراف الأخلاقي.
  • تهذيب النفوس وتقوية الإيمان : الإيمان الحقيقي يجعل الإنسان يبتعد عن السرقة ويؤمن بأن الله سبحانه وتعالي هو الرزاق فلا يعتدي على أموال الآخرين بالاضافة الى أن العقوبات الإسلامية ليست فقط للردع بل أيضا لتطهير السارق نفسه من الذنب وتقويم سلوكه.
  • تحقيق التكافل الاجتماعي بدلا من الاعتداء : فالإسلام لم يحرم السرقة فقط بل وضع أنظمة مثل الزكاة والصدقات لضمان عدم اضطرار الفقراء للسرقة بسبب الجوع أو الحاجة مما يحقق التوازن بين الفقراء والأغنياء ويمنع الأسباب التي قد تؤدي إلى الجريمة.

وفي الختام فإن تحيير السارق حتى يرجع المسروق يعد وسيلة فعالة للغاية في رد الحقوق إلى أصحابها دون اللجوء إلى العقوبات الصارمة فورا حيث يمنح السارق فرصة للتراجع عن خطئه وإصلاح ما أفسده في اسرع وقت ممكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *