المسعد اللي ماسرى الليل حشاش
كان العرب قديماً قادرين على إنتاج قصائد شعرية قوية جداً ومعبرة بالشكل المناسب مع مختلف الأمور ومازال هذا التراث العظيم لدينا فى الوقت الحالى إذ أنه أنتقل على مدار السنوات بين القبائل والأمم العربية واليوم سنتحدث عن واحدة من أهم القصائد وهي المسعد اللي ماسرى الليل حشاش ونحكي من خلالها قصة بن بن هذال وأنه كان يرغب فى الزواج من فتاة من قبيلة أخرى رافضاً البنات المتواجدين فى قبيلته.
المسعد اللي ماسرى الليل حشاش
كان بن هذال هو شيخ قبيلة عنزه وكان يعرض على ولده أن يزوجه من العديد من فتيات القبيلة ولكن الولد فى كل مرة كان يرفض دون إبداء سبب فقال له والده ذات يوم ((ليتك ما تبي بنت الدويش )) وذلك استهزاء من ابنه الذي رفض بنات القبيلة دون أى سبب واستبعاد لتحقيق طلب الولد وشدة الإعجاب بالدويش شيخ قبيلة مطير.
اصر الولد أن يبحث عن بنت الدويش التي يُضرب بها المثل فى الحسب والنسب وأن يتزوج منها لا غيرها ولذلك بدأ فى البحث عنها بشكل غريب , إذ أنه ذهب إلى الدويش وجلس عنده ((فداوي )) وبعد إكرامه والجلوس عنده عدة أيام فى ضيافته سأل الدويش الضيف عن حاجته , فقال له ولد ابن هذال أنه يريد العمل مع العمال وسأله ما الصنعة التي تُحسن القيام بها قال له حشاش أي أنه يحش للخيل فقال له الدويش اذا اذهب مع الحشاشين.
كان يذهب فى الصباح ولا يعود إلا فى المساء وعند العودة يجد الدلال على النار وبها القهوة فيتناولها إلا أن ابنة الدويش رأت أنه عند الرجوع فإنه يديه تصب دماً وهذا يدل على أنه ليس من العمالة وإنما هو ابن عائلة كرام وقد انزل نفسه تلك المنزلة ليس إلا لحاجة ما , ولذلك عمدت فى أحد المرات إلى سكب القهوة من الدلال لترى ما يصنعه الحشاش حين يعود من عمله وعند وصوله ذهب إلى المكان الذي يتواجد فيه دلال القهوة وقد وجدها فارغة بالإضافة إلى أن اباريق الماء مفرغة ولم يستطع ان يذهب الى خلف الرواق حيث احترام العائلة.
المسعد اللي ماسرى الليل حشاش
………… عقب الحيا ياطا على كل منقود
يابن مهاوش كب حمسات الادحاش
………… ترى حمسلت البلايل تجي سود
قم سو فنجال ترى الرأس منداش
………… يا شوق من قرنه على المتن مرجود
ولقم بدله مولع كنها الشاش
………… و بهارها مقدار خمسة عشر عود
والهيل حطه لاتدانا و لاجاش
………… و من الزباد اقنه على شذرة العود
أبيه رسم للنشاما عن اللاش
………… و اللاش لا فايد و لا هو بمفيود
الطيب سندا والردى ذاك ملاش
………… و اللي يريد الطيب ما هو بمردود
لذة الدنيا معاميل وفراش
………… و صينية يركض بها العبد مسعود
وياماحلا وأن روحن حس الادباش
………… صفر و مغاتير و يبرا لهن سود
مرباعها الصمان تبعد عن الطاش
………… و مقياضها دخنة ليا صرم العود
وصفرن يلوحنه على كل مهباش
………… يا ماحلا بيدينهن قاسي العود
في رفة يشبع بها كل هتاش
………… و يفرح بها اللي من دنياه مضهود
ومن لايروي شذرة السيف لاعاش
………… عسى عليه مورد الجيب مقدود
فما إن سمعت به ابنة الدويش حتي قالت للشيخ العبد مسعود من هو عبده قال عبد ابن هذال شيخ عنزه قالت اذا فداويك ابن ابن هذال , فقالت له احشم ضيفك فهو ليس بحشاش وإنما وراؤه أمر ما وفى الصباح قال له الدويش ابشر بما طلبته البارحه ذود مغاتير ويبرى لهن سود وراعية البيت وهكذا تمكن من تحقيق امنيته وفاز بنسب من أعز الأنساب وربط بين القبيلتين بهذا النسب.
هناك عدد من المقالات الأخرى يُمكن الإطلاع علي التفاصيل والمعلومات المختلفة فيها ومنها يامل عين حاربت سوجة الميل