شرح واعراب قصيدة مأساة قرطبة للصف الحادي عشر
يبحث الكثير من الطلاب عن شرح واعراب قصيدة مأساة قرطبة للصف الحادي عشر، للشاعر ابن شهيد، والتي تعد من أبرز النصوص الأدبية التي تجسد الحزن والأسى لفقدان واحدة من أعظم مدن الأندلس.
تعكس القصيدة مشاعر الشاعر تجاه الخراب الذي حل بقرطبة بعد سقوطها، وتسلط الضوء على التحولات الجذرية التي مرت بها المدينة من الازدهار إلى الدمار.
في هذا التقرير، نقدم شرحًا مفصلاً لأبيات القصيدة، موضحين دلالاتها ومواضيعها الرئيسية، إلى جانب الإعراب النحوي واللغوي لكل بيت، بهدف تقديم فهم عميق للقصيدة، مع التركيز على المعاني الدقيقة والتراكيب اللغوية التي تعزز من إدراك الطلاب لأهمية النص الأدبي في سياق تاريخي وثقافي.
شرح واعراب قصيدة مأساة قرطبة للصف الحادي عشر
شاعر هذا النص هو أبو عامر أحمد بن عبد الملك المشهور بابن شهيد وزير وشاعر أندلسي، ولد في قرطبة لأسرة مرموقة. له عدد من التصانيف والمؤلفات أشهرها رسالة التوابع والزوابع، وديوان شعر أخذ منه هذا النص .
وفيما يخص مدخل إلى النص، فيذكر أنه ادت الفتنة التي اشتعلت في قرطبة سنة (٨٤٠٣) إلى سقوطها بيد القشتاليين بعد حصار طويل، فقضى من أهلها من قضى، وتفرق من بقي منهم، وتشتت شملهم تاركين خلفهم الدور والقصور والحدائق الغناء، وقد سُلبت منهم أسبابُ الرَّحَاءِ والاستقرار، فراح ابن شهيد يصف أحوال المدينة المنكوبة، متأسفاً على ما كانت تتمتع به من عيش رغيد وحياة مترفة آمنة .
قصيدة مأساة قرطبة
ما في الطلولِ مِن الأَخِيةِ مُخبر
فَمَن الَّذِي عن حالها نَسْتَخْبِرُ
٢ لا تالن سوى الفراق فإنَّه
بنيك عنهم أَنْجَدُوا أَم أَغْوَرُوا
جارَ الزَّمانُ عَلَيْهِمُ فَظَرَّقُوا في كل ناحية
وبادَ الأَكثرُ وسترك من بيت ونحوه.
جَرَتِ الخُطُوبُ على محل ديارهم
وعَلَيْهِمُ فَتَغَيَّرَتْ وَتَغَيَّرُوا
فلل قُرطبة يقلُّ بُكاءُ مَـن
يبكي بعين يبعَيْنِ دَمُعُها منفجرُ
٠٦ عهدي بها والعمل فيها جامع
ن أَهْلِها والعَيْسُ فيها أَخْضَرُ
ورياحُ زَهْرَيْها تلوحُ عَلَيْهِمُ
بروائح ينشر منها العنبر
والقوم قد أَمِنُوا تغير حُسنها
يا طيبَهُمْ بِقُصُورِها وخُدُورِها ا بجمالها وتأَذَرُوا
دورها بقُصُورِها تَتَخَذَرُ
١٠ أسفي على دار عهدتُ ربوعها وظباؤها بفنائها تتبختر
۱۱ أَيَّامَ كانَتْ عَيْنُ كُلِّ كَرامة
من كُل نَاحِيَّةِ إِلَيْها تَنظُرُ
۱۲ نفي على آلائها وصفائها وبهائها وسَنائِها تَتَحبَّ
۱۳ گید على عُلَمائِها حُلَمائِها أدبائه
شرح النص
الشاعر يسأل عن من يمكنه إخبارنا بحالة هذه الأطلال المهجورة، لأن أولئك الذين عرفوا حالها وغيابها لا يستطيعون إخبارنا عن ما حدث، ولذلك فهو يتساءل عن من يمكنه إعطائنا الأخبار.
إذا أردت أن تستفسر، فيجب عليك أن تسأل أولئك الذين يعيشون في أماكن بعيدة، فهم ربما يكون لديهم المعلومات حول أين ذهب هؤلاء الأشخاص، هل صعدوا إلى المرتفعات أم نزلوا إلى الوديان.
ما الذي حل بأهل قرطبة وكيف أثّر عليهم؟
الزمان جلب المصائب التي تسببت في تشتت أهل قرطبة في أنحاء متفرقة، حيث قضى الكثير منهم وتبدل حالهم.
المصائب التي حلت بالمدينة وأهلها غيرت ملامح المكان وأثرت على سكانه، حيث تبدلت الأوضاع بشكل كبير.
الشاعر يشير إلى أن قلة قليلة فقط من الناس يذرفون الدموع بغزارة كما يحدث في حالة الحزن على سقوط قرطبة، مما يعكس حجم الأسى الكبير.
الشاعر يستذكر قرطبة عندما كانت مزدهرة ومليئة بالحياة، حيث كانت الحياة فيها مريحة ومليئة بالخير.
عطر ورود قرطبة كان يفوح بين سكانها ويشبه رائحة العنبر، مما أضاف إلى جمال المدينة وحسنها.
أهل قرطبة اعتادوا على الرفاهية والاستقرار والجمال في حياتهم، حيث كانوا يعيشون في راحة وهناء.
قصور قرطبة كانت جميلة ومريحة، حيث كانت النساء الجميلات يتباهين في هذه القصور والأبراج.
الشاعر يحزن على قرطبة ويشعر بالأسى عندما يتذكر جمالها وحدائقها التي كانت مليئة بالغزلان.
في الأوقات التي كانت فيها قرطبة محاطة بالاحترام والتقدير من جميع أنحاء العالم.
الشاعر يشعر بحزن عميق على النعم والهدوء والاستقرار والجمال الذي فقدته قرطبة.
الشاعر يشعر بالأسى العميق على فقدان العلماء والحكماء والمبدعين الذين كانوا يعيشون في قرطبة.
ويذكر أن الفكرة الرئيسية تشتت أهل قرطبة وتغير حياتهم، حزن الشاعر على جمال قرطبة في عهدها السابق.
أسف الشاعر على ضياع مجد قرطبة.
و قرطبة تحتل مكانة عالية في قلب الشاعر، ويستخدم أسلوب المبالغة للتعبير عن حجم هذه المكانة.
قبل الكارثة، كانت الحياة في قرطبة رغيدة ومترفة وهادئة.
مظاهر جمال طبيعة الأندلس تتضمن كثرة الحدائق الجميلة والحيوانات الأليفة، بينما مظاهر حضارتها تشمل كونها ملتقى للحكماء والأدباء.
بدلاً من البكاء، يمكن دراسة أسباب السقوط ومحاولة إصلاحها لإعادة بناء مجد المدينة، سبب سقوط قرطبة يمكن أن يكون بسبب فقدان الحذر والحيطة.
إعراب النص
نعرض عبر السطور التالية إعراب أجزاء من النص على النحو التالي:
- ما: نافية لا عمل لها.
- مخبر: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- فمن من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم، وحرك منعاً من التقاء الساكنين.
- الذي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
- عن حالها جار ومجرور متعلقان بالفعل (تستجير)
- تستخبر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- (استخير): جملة فعلية صلة الموصول الاسمي لا محل لها من الإعراب.
- لا: ناهية جازمة. لمكالبي.
- تسألن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيدة احرف الا محل له من الإعراب، وهو في محل جزم الفراق: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
- اله : حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير
- ينبيك: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه القسمة المقدرة على الياء للثقل، والكاف ضمير متصل انجدوا أغوروا فعل ماضي على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل (ينبيك): جملة فعلية، في محل رفع خبر (إن).
- البيت الثالث جار باد فعل ماض مبني على الفتح الظاهر فاعل الزمان
- الأكثر : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- فتفرقوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل في من فاصل، والألف للتفريق ناحية مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
- البيت الرابع جرت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة متعام محل له من الإعراب، وحرك بالكسر منعا من النقاء الساكنين من النقاء السا والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف لا
- الخطوب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه القسمة الظاهرة.
- ديارهم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم علامة الجمع.
- تغيرات: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، والتاء حرف لا محل له من الإعراب.
- تغيروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف للتفريق.
- البيت الخامس يقل: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- بكاء: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
- يبكي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للنقل.
- دمعها : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- منفجر: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- (بيكي): جملة فعلية، صلة الموصول الاسمي لا محل لها من الإعراب.
- (دمعها منفجر): جملة اسمية، في محل جر صفة.
- البيت السادس الهادي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- الشمل العيش: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- بها: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف.
- جامع، أخضر: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- (الشمل فيها جامع)، (العيش فيها أخضر): جملة اسمية
- البيت السابع رباح: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- زهرتها: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وها ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- تلوح ، يفتر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
- العنبر : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- (تلوح): جملة فعلية، في محل رفع خبر
- البيت الثامن القوم: مبتدأ. مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- قد حرف تحقيق
- أمنوا تعلموا، تأزروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
- تغير مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- حنها: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، وها ضمير متصل محل جر بالإضافة.
- (قد أمنوا): جملة فعلية، في محل رفع خبر
- البيت التاسع با طيبهم يا أداة نداء طبيبهم: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم علامة الجمع.
- وخدورها: الواو حرف عطف، خدورها: اسم معطوف مجرور وعلامة جره الكسرة، وها ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- وبدورها: الواو حالية. بدورها: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة و ها ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- تتخذر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- (تتخذر): جملة فعلية، في محل رفع خبر
- البيت العاشر (بدورها بقصورها تتخذر): جملة اسمية، في محل نصب حال.
- أسفي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- على دار جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف
- عهدت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بناء الرفع المتحركة، والتاء ضمير متصل ف محل رفع فاعل.
- ربوعها: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وها ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- وظباؤها: الواو: حالية. طياؤها: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وها ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- تتبختر فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- البيت الحادي عشر: أيام مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- كانت: فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر، والناء تاء التأنيث الساكنة حرف لا محل له من الإعراب.
وبهذا نكون قد قدمنا وفق المعلومات المتاحة شرح واعراب قصيدة مأساة قرطبة للصف الحادي عشر.
اقرأ أيضًا: شرح وتحضير نص اول قرار احب ان اتعلم