تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج

تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج

في ظل ظروف  الحياة ومشاغلها، كثيرًا ما نلجأ إلى الله طلبًا للفرج وتيسير الأمور، ونبحث عن السُبل التي تقربنا منه وتبعث في نفوسنا الطمأنينة والسكينة. ومن بين تلك السُبل التي وجد فيها الكثيرون بركة عظيمة وراحة قلبية، هي تلاوة القرآن الكريم، لا سيما سورًا معينة ارتبطت في وجدان الناس بقضاء الحوائج وتيسير الأمور، ويبحثون عن تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج.

ومن خلال هذا التقرير، نشارككم تجارب البعض مع سورة يس لقضاء الحوائج، تلك السورة المباركة التي كان لها أثر بالغ في حياتهنم، وشهدتُ من خلالها مواقف عديدة تغيرت فيها الأحوال وتفتحت الأبواب المغلقة، بإذن الله.

فضل سورة يس

قبل ذكر تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج، نستعرض فضل السورة، على النحو التالي، وفق أهل العلم، فقد وردت عدة أحاديث في فضل سورة يس، إلا أن أغلبها موضوع أو ضعيف، ولم يثبت في فضلها حديث صحيح صريح يُخصّها دون سائر السور.

ونذكر فيما يلي بعض الأحاديث المنتشرة في فضائل هذه السورة، والتي يضعفها أهل العلم، ونسوقها للتنبيه والتحذير من الاستشهاد بها دون تحقق:

  • “إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات”
  • “من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورًا له”
  • “من داوم على قراءتها كل ليلة، ثم مات، مات شهيدًا”
  • “من دخل المقابر فقرأ سورة يس، خُفف عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات”

ويؤكد أهل العلم أن هذه الروايات لا تصح سندًا، وإن اشتهرت بين الناس، لذا ينبغي الحذر من نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم دون تثبت.
ومع ذلك، تظل سورة يس كسائر سور القرآن الكريم، مليئة بالعبر والمواعظ، وقراءتها عبادة مشروعة يُثاب عليها المسلم إذا قرأها بإخلاص وتدبر، دون التعلق بفضائل لم تثبت.

تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج

وتحت عنوان تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج ، روى البعض تجاربهم مع السورة، نستعرض بعضها على النحو التالي:

فقالت إحدى النساء “جربت سورة يس من زمان بعيد… كنت أقرأها عشان أشوف أحلام جميلة وأنام براحة، لأني كنت أعاني من أحلام مزعجة ونوم غير مريح، قرأتها 11 مرة يوميًا لمدة أسبوع، والحمد لله ارتحت كثير في نومي، وما عدت أشوف الأحلام المزعجة مثل قبل.
هذا الكلام صار قبل 8 سنوات، والحين ولله الحمد، الأحلام المزعجة نادرًا تجيني، وغالبًا حسب حالتي النفسية”.

وقالت مشاركة أخرى:”كل القرآن بركة وخييير، بس خليني أقولج تجربتي الغريبة!، مرة دخل علينا حرامي، وقصته كانت طويلة، لكن الغريب إنه بنفس اللحظة اللي كان يحاول فيها يهرب من البيت… كانت أختي تقرأ سورة يس، سبحان الله، سمعت صوت غريب، وكان وقتها الفجر، فرحت تبلغ أبوي وبدون أي خوف!”.

وأضاف أخر  “شافوه داخل البيت يحاول يفتح الباب بس مو قادر يفتحه! سبحان الله!، أبوي مسكه وبلغ الشرطة، وفي دقائق صادوه وركبوه في الدورية، تخيلوا! حرامي مستعد ومستقوي، بس مثل ما تقول أمي: “بركة يس منعته من الهروب”، الحمد لله ما طلع معاه شي مؤذٍ، وزين ما آذى أحد، الله حفظنا بلطفه… وبركة سورة يس كانت حاضرة في الموقف كله”.

تجربتي مع سورة يس في الشفاء

بعد استعراض تجربتي مع سورة يس لقضاء الحوائج، نستعرض مجموعة من القصص التي رواها أصحابها بأنفسهم حول الاستشفاء بسورة يس، كما نُشرت عبر مدونة “عالم حواء”.فقالت إحدى المشاركات في المنتدى:”سبحان الله القادر على كل شيء، فهو يحيي العظام وهي رميم، فما بالك بالأمراض! ربي يشفينا أجمعين ويجعل القرآن العظيم شفاءً لنا وحُجّة لنا لا علينا… أنا أقرأها – والحمد لله – يوميًا، وقد أنجاني الله وأنعم علي، وكان فضل الله عظيمًا. ما شاء الله، لا قوة إلا بالله. جزاكِ الله خيرًا.”

وقالت أخرى: “القرآن كله خير وبركة وشفاء. كنت أقرأ سورة يس يوميًا مرة واحدة، ثم أقرأ الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات مرة واحدة أيضًا، لمدة 3 شهور بنيّة الشفاء. كنت أعاني من مرض في المعدة لسنوات طويلة، ولم أجد له علاجًا. والحمد لله، شُفيت تمامًا! ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.”

ومن القصص المؤثرة أيضًا، ما رواه أحد الأشخاص:”في عام 1981م، استأجرت لي الجامعة منزلًا في حي الصافية. وكان هناك الأخ الصديق أحمد جادين الزمزمي (رحمه الله) الذي كان يعمل قاضيًا في الهيئة القضائية. الزمزمي، كما كنا نُحب أن نناديه، كان رجلًا طيبًا، وقد حكى لي ذات مرة عن معاناته في السبعينيات من ألم في الصدر وسعال مستمر. زار العديد من الأطباء، وجرب كل أنواع العقاقير والوصفات الشعبية، ولكن دون فائدة. وأخيرًا، قرر السفر إلى مصر للعلاج بصحبة زوجته.

وتابع الراوي: “الطبيب المصري الذي فحصه، وبعد دراسة دقيقة لصور الأشعة، قال له بأسف: (أنا أرى أنك رجل مؤمن، وكل ما يصيبنا هو بقدر الله، والمؤمن لا ينبغي له أن يجزع. لكن نتائج الفحص لا تبشر بالخير، فأنت مصاب بسرطان في الرئة اليسرى، وقد انتقل إلى الرئة اليمنى وأجزاء أخرى. هذه حالة لا يُجدي معها علاج أو جراحة، وغالبًا لا يعيش المصاب بها أكثر من ستة أشهر. سأصف لك بعض المسكنات ومخففات الألم… وكان الله في عونك).

وأضاف صاحب القصة “يقول مولانا الزمزمي: شكرت الطبيب وأخذت نتائج الفحوصات، ثم أخبرت زوجتي بكل شيء. قلت لها إن الله رحيم، وقد منحني ستة أشهر كي أرتب أموري وأتهيأ للقاء ربي. لم تعترض، بل صبرت واحتسبت، وأسلمنا أمرنا لله.

وواصل “في إحدى الليالي، خطر لي أنني طالما سلّمت أمري لله، فلماذا لا أستغل قيامي في الثلث الأخير من الليل وأقرأ سورة (يس) سبع مرات، لسبع ليالٍ متتالية، وأدعو الله أن يشفيني وأنا موقن برحمته. وهكذا بدأت: أصلي ركعتين ثم أقرأ سورة (يس) سبع مرات، وداومت على ذلك.

مع مرور الوقت، بدأت أشعر بتحسن، وانفتحت شهيتي للطعام، وقلّت نوبات السعال. ثم نُقلت إلى مدينة الأبيض وواصلت عملي هناك، وكان يتبقى على الموعد الذي حدده الطبيب لي شهران فقط. مرت الستة أشهر… ثم ستة أخرى، ولم تظهر علي أي أعراض!

فقررت العودة إلى مصر لمراجعة الطبيب ذاته. وعندما اطّلع على ملفي الطبي، صاح مندهشًا: (مش معقول! هو أنت؟! سبحان الله… إنت عملت إيه؟!) فقلت له: (دعوت الله أن يشفيني وأنا موقن بالإجابة)، أعاد الطبيب فحصي، وقارن الأشعة الجديدة بالقديمة، فلم يجد أي أثر للسرطان! الحمد لله الذي بيده الشفاء.”

تجربتي مع سورة يس للزواج

في السطور التالية نشارككم بعض القصص الواقعية التي روتها فتيات جربن سورة يس بنية الزواج، وكانت النتيجة مذهلة ورحيمة من رب العالمين، وفق روايتهن.

القصة الأولى تقول صاحبتها “بنات، راح أقولكم تجربتي مع سورة يس، قبل فترة طويلة، تقريبًا قبل ثلاث سنوات، قرأت سورة يس خمس مرات بجلسة وحدة، وبعدها دعوت الله من أعماق قلبي، ومن ضمن دعائي: (يا رب ارزقني رجلًا صالحًا، أعزب، طيب القلب).
وأضافت “كنت وقتها في الثلاثينات، واللي حولي كانوا يقولون إن مستحيل أتزوج أعزب، وكانوا يضحكون على كلامي، ويقولون: اللي بعمرك تتزوج متزوج!”.
وواصلت “لكني أحسنت الظن بربي وكنت واثقة إنه على كل شيء قدير، وفعلاً… ربي ما خيّبني، وتزوجت شابًا أعزب مثل ما كنت أدعي!
صحيح إن الزواج ما استمر وانفصلنا، لكن الحمد لله على كل حال، وما زلت أثق إن الله بيكتب لي الخير دائمًا، رجعت الآن أقرأ سورة يس وأدعو الله مجددًا أن يرزقني بالزوج الصالح، وأنا متفائلة دومًا برحمته.”

أما  القصة الثانية تقول صاحبتها  “لي قصة خاصة مع سورة يس، كنت أقرأها كل يوم، في الصباح والمغرب والعشاء، بنية الزواج، وكنت وقتها في كرب عظيم وضيق ما يعلم فيه إلا الله، كنت فعلاً أختنق من شدة الهم والغم، وما كنت أقدر أتنفس من الحزن، سبحان الله، بعد ثلاث شهور بس من قراءتي المستمرة ودعائي الصادق، جاني الفرج!
وأضافت “والحين… والله الحمد، أعيش براحة وسلام، بعد ما كنت أحس إن حياتي كانت جحيم حقيقي.
كل الشكر والحمد لله، وسورة يس كانت نوري وسط الظلام.”

حكم قراءة سورة يس لقضاء الحوائج

بعد استعراض تجارب الأشخاص وجب توضيح الرأي الشرعي، وخاصة فيما يخص حديث “يس لما قرئت له”… توضيح وتنبيه

يشيع بين الناس حديث يُروى بلفظ: “يس لما قُرئت له”، ويُفهم منه أن من قرأ سورة يس بنيّة قضاء حاجة معينة أو تيسير أمرٍ ما، فإن الله يحقق له ذلك ببركة السورة.

لكن من المهم التنبيه إلى أن نسبة هذا القول إلى السنة النبوية غير صحيحة، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أو التابعين أو الأئمة المعتبرين أنهم قالوا بذلك، أو قرروا هذا المعنى.

وقد نبّه الإمام السخاوي رحمه الله إلى ذلك بقوله:”لا أصل له بهذا اللفظ”.

لذا، لا يجوز لأحد أن ينسب هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو يرويه في المجالس وكأنه من السنة، دون تبيين حاله.

ومن يزعم أن “التجربة” دليل على صحة هذا الحديث، يُقال له: الناس أيضًا قرؤوا سورة يس ولم تُقضَ حاجاتهم، فلماذا تُؤخذ تجربتك وتُترك تجارب غيرك؟!، فالشرع لا يُبنى على تجارب شخصية، بل على أدلة من الكتاب والسنة.

ومن جانبه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين، حتى بالأدعية المحرمة، أنهم يكونون في حال اضطرار وصدق توجه إلى الله.

في الختام نؤكد أنه لا يوجد حديث صحيح بلفظ “يس لما قرئت له”، ولا يصح اعتماد هذا القول كقاعدة شرعية، بل البركة في القرآن كله لمن قرأه بإخلاص وتدبر، والدعاء مستجاب إن صَدَق القلب، لا إن تكررت الكلمات.

اقرأ أيضًا: تسخير خدام سورة يس في ليلة واحدة مجرب وصحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *