الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر

على الرغم من من أن الزئبق الأحمر مادة مشعة وخطيرة وتمثل تهديدًا لصحة الإنسان إلا أنها قد تكون مفيدة في بعض الأحيان، حيث يتم استخدامها في مختلف المجالات من الطب إلى الصناعة، فهناك الكثير من الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر ونعتمد عليها بشكل يومي ولا يمكن الاستغناء عنها.

وخلال السطور التالية من هذا المقال سنتعرف على الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر، وكيفية التعامل الآمن مع الآلات التي يوجد فيها الزئبق الأحمر، وما هي الأطعمة الغنية بالزئبق الأحمر؟، وما هي استخدامات الزئبق الاحمر وما هي الأضرار والمخاطر التي تنتج عنه؟، وما حقيقة وجود الزئبق الأحمر في ماكينات الخياطة؟، وما علاقة الزئبق الأحمر بالجن؟.

الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر

قبل أن نستعرض الآلات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر، يجب أن نعرف أولًا أن الزئبق الأحمر هو مادة مخطيرة وتسبب العديد من الأضرار والمخاطر الصحية والبيئية، وتتطلب التعامل معها بشكل آمن لتلافي هذه المخاطر التي قد تصل إلى تلف الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وربما الوفاة، ولذلك حظرت بعض الدول استخدام الزئبق الأحمر  بسبب سميته وتأثيره الضار على الإنسان والبيئة.

وعلى الرغم من المخاطر التي قد يسببها استخدام الزئبق الأحمر إلا أنه يتم استخدامه في العديد من المجالات سواء الصناعية أو الطبية، ومنها على سبيل المثال استخدامه في المبيدات الحشرية والأصباغ وكريمات البشرة والصابون وغير ذلك، وكذلك يتم استخدامه في صناعة العديد من الأجهزة والالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر ما يلي:

• موازين الحرارة القديمة، وتُستخدم هذه الموازين في الطب والصناعة لقياس درجة الحرارة بدقة.
• البارومترات والمقاييس الجيوفيزيائية، وتُستخدم غالبًا لقياس الضغط الجوي وتوقعات الطقس.
• أجهزة قياس ضغط الدم، وتُستخدم في الطب لقياس ضغط الدم وتشخيص الأمراض.
• بعض أنوع المفاتيح الكهربائية.
• المصابيح الفلورية المدمجة ومصابيح الفلورسنت القديمة، ومصابيح التفريغ عالي الكثافة، ومصابيح الأشعة فوق البنفسجية، ومصابيح النيون.
• بعض أنوع الأجهزة الكهربائية القديمة، مثل الغسالات وثلاجات التبريد والسخانات ومجففات الملابس ومكاوي الملابس.
• بعض أنواع التلفزيون شاشات الـLCD وإغلاق شاشات أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وبعض أنواع البطاريات.
• بعض الأجهزة التي تعمل بالغاز مثل الأفران وسخانات المياه والألإران وسخانات الهواء.
• أجهزة الكشف عن التسريبات الزئبقية، وهي آلات تُستخدم للكشف عن التسربات في الأنابيب والخزانات.
• حشوات الأسنان، حيث تحتوي بعض أنواع حشو الأسنان على الزئبق، ولكنها شديدة الخطورة.
• بعض الأدوات الطبية مثل المضادات الحيوية ومحاليل العدسات اللاصقة وقطرات الأذن والميركوروكروم وبخاخ الأنف، كريمات تفتيح البشرة.
• بعض قطع غيار السيارات المصنعة قبل عام 2003 تحتوي على مفاتيح أو مرحلات مصنوعة من الزئبق، وكذلك نوافذ السيارات الخلفية المُدفأة.
• أجهزة استشعار التسارع للوسائد الهوائية وأحزمة الأمان.
• بعض أنواع أجهزة موازنة العجلات في الشاحنات والدراجات النارية.
• بعض المجوهرات تحتوي على الزئبق.
• بعض المعدات الرياضية، ومصابيح الصيد القابلة للرفع.

وتجدر الإشارة إلى أن الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر يجب التخلص منها بشكل صحيح عند تلفها أو استبدالها، إذ أن عدم التخلص من هذه الأجهزة بشكل سليم في مراكز جمع النفايات الخطيرة أو استخدامها بشكل آمن في إعدة تدويرها، سيؤدي إلى مخاطر كبيرة جدًا.

كيفية التعامل مع الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر

لقد ذكرنا أن الزئبق الأحمر مادة مشعة وخطيرة، ويجب التعامل معها بحذر حتى لا تسبب أي أضرارًا صحية أو بيئية، لذلك يجب اتباع النصائح الآتية عند التعامل مع الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر:

• ارتداء الملابس الواقية، مثل القفازات والكمامات.
• توفير التهوية الجيدة في المكان الذي يتم فيه التعامل مع الأجهزة التي يوجد فيها الزئبق، لمنع تراكم أبخرة الزئبق في الهواء وتقليل خطر التسمم.
• الحفاظ على الأجهزة التي تحتوي على الزئبق الأحمر من الكسر حتى لا يتسرب منها المادة الخطرة.
• التخلص الآمن من الأجهزة التي تحتوي على الزئبق الأحمر بشكل آمن من خلال اتباع الإرشادات المحلية للتخلص من النفايات الخطيرة.
• يجب تدريب الأشخاص الذين يتعاملون مع الأجهزة الموجود بها الزئبق، وخاصة الذين يصنعون هذه الأجهزة.
• اتباع الإرشادات الخاصة بالتخلص من الأجهزة التي تحتوي على الزئبق الأحمر والتواصل مع الخبراء عند الحاجة، لتقليل المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بالزئبق الأحمر.

ما هو الزئبق الأحمر

بعد أن استعرضنا بعض الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر، نوضح بالتفصيل ما هو الزئبق الأحمر، فهو عبارة عن مادة نادرة الوجود يتم استخراجها بصعوبة شديدة، لذلك يتوفر بكميات قليلة جدًا وبأسعار باهظة الثمن، وهو ما يفسر الاهتمام الكبير الذي يحظى به الزئبق الأحمر على مر العصور على الرغم من المخاطر المحتملة المرتبطة بوجود هذه المادة التي قد تشكل أضرارًا بيئية وصحية كبيرة جدًا في حالة عدم التعامل الآمن معها.

ويوجد الزئبق الأحمر في ثلاثة أشكال، هما الزئبق المعدني أو السائل، والزئبق العضوي، والزئبق غير العضوي، ويعد الزئبق السائل هو أكثر الأنواع شيوعًا، ويتم استخراج الزئبق من أماكن مختلفة بحسب كل نوع، سواء من ثوارن البراكين، أو من الذهب الخام عند تعرضه للإشعاع، أو عند حرق الوقود الأحفوري الناتج عن الفحم.

وبالنسبة للزئبق المعدني فهو عبارة عن سائل معدني فضي، من خصائصه أنه يتفتت بسهولة إلى قطرات ويتبخر بسهولة في درجة حرارة الغرفة إلى بخار عديم الرائحة ولكن يتم استنشاقه بسهولة، ويتم استخدام هذا النوع من الزئبق عادة في موازين الحرارة القديمة، ومصابيح الإضاءة الفورية، وبعض مفاتيح الكهرباء.

وبرغم أهمية الزئبق السائل إلا أنه يشكل مخاطر صحية كبيرة إذ يمكن أن يصل بسهولة إلى الدم والدماغ وإلى حليب الأم، ويشكل أضرارًا على الجهاز العصبي المركزي ويسبب بعض الآثار العصبية مثل الأرق وتقلب المزاج والهزات والتداخل في الكلام والإحساس بالوخز والإبر، كما أن التعرض الشديد لهذا النوع من الزئبق يمكن أن يؤدي إلى آثار في الكلى وفشل في الجهاز التنفسي وقد يصل إلى الوفاة.

النوع الثاني من الزئبق هو النوع غير العضوي، وهذا النوع يمكن أن يتحد مع الكلور والكبريت وعناصر أخرى فيشكل أملاحًا غير عضوية قد تنتقل إلى الماء والتربة، ويمكن أن ينتقل الغبار المحتوي على هذه الأملاح إلى الهواء من رواسب تعدين الخامات التي تحتوي على الزئبق، ويمكن أن تحدث انبعاثات للزئبق من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وحرق النفايات البلدية والطبية، ومن المصانع التي تستخدم هذا النوع من الزئبق.

وعادة يتم استخدام الزئبق غير العضوي في صناعة الصابون، وكريمات تفتيح البشرة وكمطهر موضعي صبغات الوشم، ويُستخدم أيضًا في التصوير الفوتوغرافي وكمادة حافظة للأخشاب وتلوين الدهانات، ومبيد للفطريات، كذلك يتم استخدامه على نطاق واسع في المنتجات الطبية بما في ذلك أدوية الديدان .

ومن مخاطر استخدام الزئبق غير العضوي أنه عبارة عن مادة سمية يمكن أن تدخل إلى جلد الإنسان عن طريق استخدام الصابون أو الكريمات الطبية أو المطهرات فتسبب التهابات أو طفح جلدي، ويمكن أن يسبب بعض الأمراض لدى العمال الذين يعملون في المصانع التي تستخدم هذا النوع من الزئبق، مثل أمراض الكلى والجهاز الهضمي والجهاز العصبي، وقد تسبب اضطراب عقلي وفقدان في الذاكرة وضعف العضلات.

النوع الثالث من الزئبق هو الزئبق العضوي، ومن أهم خصائصه أن أملاح الزئبق غير العصوية قد تلتصق بالجزئيات المحمولة جوًا، وتترسب هذه الجزئيات عن طريق الأمطار والثلوج إلى الأرض، وغالبًا ما تعود إلى الغلاف الجوي كغاز.

ويعتبر هذا النوع من الزئبق شديد السمية، ويسبب العديد من المخاطر المحتملة، إذ يمكن أن ينتقل إلى المشمية للمرأة الحامل ويسبب الإجهاض أو يحدث تشوهات خلقية أو مشاكل عصبية وتأخر في النمو، ويمكن أن يتسبب في تلف الجهاز العصبي وضعف في الرؤية والكلام ونقص الانتباه، وقد يؤدي إلى الوفاة.

الأطعمة الغنية بالزئبق

كما أن هناك بعض منالالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر، يوجد أيضًا بعض الأطعمة الغنية بالزئبق وخاصة الأسماك والمأكولات البحرية، ومن الأسماك التي تحتوي على أعلى مستويات الزئبق ما يلي:

• الماكريل الملكي.
• المارلن.
• السمك الخشن البرتقالي.
• سمك القرميد.
• أسماك التونة.
• القاروص.
• سمك القد.
• سمك القرش.

ومن الأسماك التي تحتوي على نسبة أقل من الزئبق ما يلي:

• السلمون.
  البلطي.
• التروت.
• السردين.
• سمك موسى.
• الروبيان.
• المحار.

وتجدر الإشارة إلى أن الأسماك والمأكولات البحرية التي تحتوي على أعلى نسبة من الزئبق قد تشكل خطرًا صحيًا على المرأة الحامل والجنين، فقد تسبب الإجهاض، أو تسبب تشوهات خلقية للجنين وتؤثر على تكوينه ونموه، لذا يُنصح للمرأة الحامل بتجنب تناول الأسماك والمحار التي تحتوي على الزئبق خلال فترة الحمل، أو تناولها باعتدال دون إفراط.

حقيقة وجود الزئبق الاحمر في ماكينات الخياطة

في سياق الحديث عن الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر، تجدر الإشارة إلى ما انتشر خلال السنوات الماضية حول وجود الزئبق الأحمر في ماكينة سنجر للخياطة، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعرها في الأسواق بعد هذه الشائعات، ولكن ما حقيقة هذا الأمر؟.

لقد أكد العديد من المتخصصين أن ما انتشر حول وجود الزئبق الأحمر في ماكينات الخياطة من نوع سنجر مجرد شائعات وليس له أي أساس من الصحة، موضحين أن سعر الزئبق الأحمر أغلى من سعر الذهب والبلاتين واليورانيوم، لذلك لا يمكن أن يكون موجود في هذا النوع من الماكينات.

الزئبق الأحمر والجن

مما يشتهر أيضًا عن الزئبق الأحمر ما يتم تداوله من أساطير عن علاقة الزئبق الأحمر بالجن والموميات أو ما يُعرف بلعنة الفراعنة، فقد ارتبطت العديد من القصص قديمًا وحديثًا بعلاقة الجن والشياطين والكنوز بوجود الزئبق الأحمر.

ويرجع بعض المشعوذين احتياجاتهم للزئبق الأحمر بأن الجن هو من يطلب ذلك، بزعم أن الجن يتغذون على الزئبق الأحمر ويساعدهم في إطالة عمرهم ويعطيهم قوة معينة فلا يهرم ولا يمرض ولا يموت، إلى جانب منحهم قدرات مبالغ فيها من السحر، يجعلهم يقدمون بها خدمات متعددة للإنسان.

أما عن علاقة الزئبق الأحمر بالموميات، فهناك أساطير بأنه في الحضارة المصرية القديمة كان الفراعنة يدخلون الزئبق الأحمر في أعمال التحنيط للمومياوات، ووضع داخل التابوت أو في قارورات بالمقبرة أو وضعه في أماكن محددة داخل الجسد عند التحنيط، ولكن سبق أن صرح الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق بأن ما يتردد حول حقيقة الزئبق بالأحمر وعلاقته بالمومياوات بأنه مجرد أوهاوم وأكاذيب ليس لها أساس من الصحة.

وأشار حواس إلى أن هناك اعتقاد لدى البعض بأنه في حالة العثور على مومياء سيكون بداخلها مادة سائلة إذا استطاعوا الحصول عليها يستطيعون بها تسخير الجن وتحقيق الثراء، لذلك كان البعض من الناس ينقبون عن الآثار أسفل منازلهم، ووصل الأمر إلى أن البعض استعان بسحرة حتى يدلهم على أماكن وجود المومياوات والزئبق الأحمر.

مخاطر الزئبق الأحمر

بعد أن تعرفنا على الالات التي يوجد فيها الزئبق الاحمر والأطعمة الغنيه به وحقيقة وجوده في ماكينات الخياطة وعلاقته بالجن، يجب أن نتعرف على المخاطر المحتمل حدوثها جراء استخدام الزئبق الأحمر، أو في حالة عدم التعامل الآمن مع الأجهزة التي تحتوي عليها، ومن هذه المخاطر ما يلي:

• قد يخلف آثار سامة على أعضاء جسم الإنسان، تؤثر على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة والرئتين.
• يسبب الصداع واختلال الوظائف المعرفية والحركية.
• يسبب الغثيان والقيء والإسهال، وهي من أعراض التسمم بالزئبق.
• يسبب الأرق وفقدان الذاكرة ونوبات الرعاش.
• قد يسبب فشل  كلوي وتسمم الكلى كليًا.
• قد يسبب اضطرابات عصبية وعقلية وسلوكية.
• يمكن أن يسبب تآكل الجلد والعينين.
• يمكن أن يعرض الجنين للخطر قبل الولادة، أو يسبب تشوهات خلقية.
• يسبب أضرار بيئية.

اقرأ أيضًا عبر موقع موسوعة العرب : اين يوجد الزئبق الاحمر في الثلاجة القديمة